حسن بن علي أبو طالب القاضي
قصيدة " أم خالد "
في إحدى ليالي عام 1400هـ جائت أمّ خالد
طالبة من شاعرنا الرائع والحكيم أن يشتري
لإبنه البكر_خالد_ سيارة ...فوصف الأستاذ
العظيم والمربي الفاظل ذلك الموقف قائلاً....
جاءت وفي يدهـا إضمامةالزهـر
تفترُّ عن واضحٍ أنقـى مـن الـدرر
تبدي اهتماماً بحالي فوق عادتهـا
وكم تُسَائِل عن حالي وعـن وطـري
واشبعت مفرقي لثماً وطـاب لهـا
دس الانامل في المبيض من شعـري
فقلت لا بـدّ مـن شـيءٍ تخبئـه
فهكذا تلعب الأنثى علـى الذكـر
يا أم خالد كفـي عـن ملاطفتـي
اني امرؤ بشـؤون النـاس ذو بصـر
ماذا تريدين قولي الاختصار ففـي
بعض الاشاره ما يغنـي عـن الهـذر
لاتحرميني صفاء النفس عابسـة
فتسكتي النغم المنسـاب فـي وتـري
اهكـذا انـت مـا آتيـك زائـرة
الا وجدتـك بيـن الـهـم والـكـدر
حتى متي بين زيد قام وانطلقـت
هند وما كف ضرب الناس عن عمـر
لي مطلب يا شريك الروح اطلبـه
ام انثنـي وغـداً اتـيـك بالخـبـر
قولي ولله أمـري انـت عالمـة
بأنك اليـوم مـلء السمـع والبصـر
قالت اريدك هذا اليوم قبـل غـد
توفي لخالد ما منيـت فـي الصغـر
سيارة يمتطيهـا وهـو منشـرح
كغيره من شبـاب البـدو والحضـر
وسع عليه فما في المال من طمـع
إذا أوى كـل ذي مـال الـى الحفـر
يا هذه لو رأيت اليوم مـا جلبـت
وسائط النقل من بؤس ومـن خطـر
كم من فتىً في ربيع العمر فاجـأه
موت وما زال في غصن الصبا النضر
وكم وكم اسـرة باتـت منازلهـا
فقراً وقد طاب فيهـا الليـل بالسمـر
زوري المصحات والقي نظرة فبها
ما يجرح القلب لو أقسى من الحجـر
اني ارى غير هذا الرأي فانصرفي
شتان ما بيننـا فـي وجهـة النظـر
فتمتمت وهي غضبى من حماقتها
ما انت تمنعـه مـن صولـة القـدر
البخل لاشئ غير البخـل إن لـه
أمـراً عليـك فـلا تحتـج بالحـذر
ما تم طالـب علـم راح ممتطيـاً
نعليه فـي عالـم النيسـان والشفـر
لكننـي سأبيـع الحلـي جالـبـة
عاراً عليك وذمـاً مـن بنـي البشـر
وأشتري لابنـي الغالـي هديتـه
سيارة رغم مـا زيفـت مـن صـور
ياهذه كم تحملت الأسـى فدعـي
فضل الكلام وصوني الحب واصطبري
الأمر امري وغيري مـن تدبـره
ذات الخمار ولـو جرتـه فـي سقـر
سبع عجاف مرت من عمر والـده
يمشـي علـى قـدم مكلومـة الظفـر
وأربع في رياض الخير محتسبـاً
أمشي على رغم أنف البـرد والمطـر
أمشي وللمشـي ياهـذي فوائـده
كمـال جسـم وفيـه متعـة النظـر
لاتدفيعه بحضن المـوت عامـدة
مالي وللناس في ولدي وفي صـدري
إذا رأيت سمـات الرشـد بـارزةً
وهبته مـا حبانـي الله فـي عمـري