حسن بن علي أبو طالب القاضي
قصيدة زوجة السجين
وقفت بباب السجن حيرى لا تعي
ودموعها مثل السحـاب الهمـع ِ
قالـت وللجنـدي نحـو جمالهـا
نظر تغلغل مـن خـلال البرقـعِ
لي صاحب في السجن لو ناديتـه فلقد سئمـت توسلـي وتخضعـي
وهناك أطفالـي الذيـن تركتهم الله لـي ممـا يلـوع أضلـعـي
فغدا يحاورهـا الحديـث كأنمـاجـاءت تغازلـه ولـم يـتـورعِ
ماذا جريمته ؟ وكم أمضى هنـا ؟ليطيل أسبـاب الحديـث الممتـعِ
قالت وليـت مقالهـا لـم يأتنـي أو ليتني يا صاحبي لـم أسمـعِ
قد كان يسعى لاكتسـاب معاشـهم ا ثـم بـاب للغنـى لـم يقـرعِ
عشنـا كأسعـد ماتكـون حياتنـامَرْضِيَّـةً مـا أن نهـم بمطمـع ِ
جـاؤوا إليـه فقـال قائلهـم لـه حتى متى عيش الفقيـر المدقـعِ
الناس قد شادوا القصور وأعمروا وتعيش أسباب الشقى لـم تنجـعِ
القـات سـر غنائـم ياصاحبـي افزع تعش أو مت إذا لـم تفـزعِ
تاجر بـه تلـق الحيـاة رغيـدةالمال عندي والركوب هنا معـي
فغدا ولم يرجع وقد أمضـى هنـاسبعا عجافا لم يوافـي مضجعـي
وتصارعت حولي الهموم وعضني هذا الزمان بكـل نـاب موجـعِ
بعت الحلي وبعت جـل متاعنـا أأبيع يا أهـل الشهامـة برقعـي
ما ذنب أطفالي ومـا ذنبـي أنـانحيا الضيـاع كأننـا فـي بلقـعِ
الموسعـون يتاجـرون لمطمـع والمعدمون بطونهـم لـم تشبـعِ
يجنون من عرق الجياع ضلالـة والناس في صف الغني الموسـعِ
يلقى الضعيف جزاءه الأوفى ومندفع الضعيـف كأنـه لـم يدفـعِ
وأتى السجيـن ثقيلـة خطواتـه وكأنـه فـي لجـة مـن أدمـعِ
وافى فأبصرهـا تلاهـي طفلهـافـرأى الـذي ماكـان بالمتوقـعِ
عاشت سنين حياتهـا ماغـادرت دارا إلـى جاراتهـا لـم تطلـعِ
واليـوم آلمهـا الفـراق فأقبلـت نحوي( حنان أبيك يا هند ارجعي )
إن عشت سوف تضمنـا أيامنـا أو مت يابنـت الأكـارم فاقنعـي
تالله للسجـن الرهيـب ألـذ لـي حتى وإن وافيت فيـه مصرعـي
من أن أراك ذليلـة فـي موقـف ترجيـن منـي زورة لـم تنفـعِ
ياأيها العلماء هـل مـن منصـف متبصـر بأمـورنـا مـتـورعِ
القـات لا يعـدو المدامـة شـره مهمـا تجنـى أو تحامـل مـدعِ
والسجن لاهل القات مفسدة لمـن هم خلفهم من مرضع أو مرضـعِ
حدوا الذي يأتيـه واخلـوا دربـه يرعى ذويه .. فهل نفكر أو نعـي