حسن بن علي أبو طالب القاضي
قصيده رد بها على من رثى ام كلثوم
من أم كلثوم هـذي انـت تبكيـها
ومـن بهـا كلـف إيـاه تنعيـهـا
مضت بمـا قدمـت والله سائلهـا
عن الذي كان يجري فـي نواديهـا
ان التراث الذي ابقت لكـم فلكـم
اشقـى البـلاد واشقاكـم ويشقيهـا
كم ليلة خلعت ثوب الحياء وغدت
في حضن مسعور تغويه ويغويهـا
صرعى على نغمات النأي قد ذهلت
كدمية بصق الشيطـان فـي فيهـا
من قال ان الذي اسـد ت لأمتهـا
مجـد فقـد قـال بهتانـا وتمويهـا
هبها بنت جيش مصر من مكاسبها
او الأرامـل قـد باتـت تواسيهـا
الم يكن من حرام كل ما جمعـت
وانت بالشعـر ترجـو أن تزكيهـا
ان الرسول الذي غنـت لتمدحـه
ذكراه قد رفعت ان كنـت ناسيهـا
لايرتضي ان يراها في غوايتهـا
تغري بألحاضها من كـان يغريهـا
ما بال احمد لم تحفـل بـه بلـد
اهدى لها النصر فأهتزت روابيهـا
كأنه لم يكن بالأمس فـي لجـب
يزجي الكتائب في سينـاء يفديهـا
خاض الغمار وكان الجو معتكـرا
والنار مسعـرة والمـوت يزكيهـا
حتى هوت قمة الإجرام فانطلقـت
مقاول السوء تبدي مـن مساويهـا
هم يعجبون اذا اهتـزت يرنحهـا
دل الغواية فـي اضـرى لياليهـا
ويذهلون اذا الشيطـان ارعشهـا
بنغمـة الآه او راحـت تهاديـهـا
فالحمد لله اخـزى المائعيـن بهـا
وخاب بائـع اعـراض وشاريهـا
تخلصت مصر فارتاحت فما بقيت
الا بقـايـا خبيـثـات تعانيـهـا
ان التي عمرت دهرا فما سلكـت
دربا الى الله قـد خابـت مساعيهـا
وخاب من بات يغري المبطلين بها
ايكسـب الفجـر تقديسـا وتأليهـا